خدمة أسماء الإيثريوم (Ethereum Name Service) أو عملة ENS هي نظام تسمية لامركزي مبني على شبكة بلوكتشين الإيثريوم. يهدف إلى تحويل العناوين الطويلة والمعقدة على البلوكتشين إلى أسماء سهلة القراءة والفهم. يعتمد البروتوكول على عقود ذكية لامركزية، مما يجعله آمناً وشفافاً ومفتوح المصدر.
بفضل ENS، يمكن للمستخدمين مشاركة أسماء بدلاً من استخدام عناوين التشفير الطويلة التي يصعب تذكرها. ولا يقتصر ENS على شبكة الإيثريوم فقط، بل يدعم أيضاً التعامل عبر سلاسل البلوكتشين الأخرى، حيث يمكنه التعامل مع عناوين المحافظ، البيانات الوصفية، سجلات المحتوى، وحتى العقود الذكية.
حل مشكلة مثلث زوكو
تقوم ENS بحل التحديات التي يقدمها “مثلث زوكو” من خلال تحقيق ثلاث أهداف رئيسية:
- أسماء قابلة للفهم البشري
- أمان عالي
- لامركزية
تُخزن أسماء ENS كرموز NFT من نوع ERC-721، ومع تطور التقنية سيتم دعم معيار ERC-1155 في المستقبل. وبطريقة مشابهة لنظام أسماء النطاقات DNS، يقوم ENS بتحويل العناوين المعقدة إلى أسماء سهلة الفهم، ولكن على بلوكتشين الإيثريوم، مما يضمن الأمان واللامركزية.
الأسس المفتوحة المصدر
تتأسس ENS على مبادئ البرمجيات مفتوحة المصدر، حيث يتاح للجميع فرصة مراجعة الشفرات الخاصة بالعقود الذكية التي تعمل على شبكة الإيثريوم العامة.
بداية خدمة ENS
ظهر مفهوم نظام التسمية القائم على البلوكتشين في مراحل مبكرة من تاريخ الإيثريوم. قُدِّم هذا المفهوم في عام 2016 إلى مؤسسة الإيثريوم بواسطة المهندس السابق في جوجل، نيك جونسون. في مايو 2017، تم إصدار أول اسم ENS تحت اسم “rilxxlir.eth”. يتميز نطاق “.eth” بكونه جزءًا من “النطاقات الخاصة” المحجوزة داخل منظمة ICANN، مما يضمن عدم حدوث أي تضارب مع الأنظمة الموجودة مثل نظام DNS التقليدي.
في عام 2018، انفصل مشروع ENS عن مؤسسة الإيثريوم بفضل منحة ساعدت في استمرار تطوير المشروع. ويعكس ENS فلسفة “الحديقة اللانهائية” التي تعزز النمو دون سيطرة مركزية. نُفِّذ المشروع بدون دعم من رؤوس الأموال الاستثمارية، وتم تمويله من خلال المنح.
الانتقال من DNS إلى ENS
في بدايات الإنترنت، كانت العناوين التي تُستخدم للوصول إلى المعلومات تعتمد على عناوين بروتوكول الإنترنت (IP)، مثل 142.250.64.142. تم إنشاء نظام أسماء النطاقات DNS لتحويل هذه الأرقام إلى أسماء قابلة للفهم مثل “google.com”.
بالمثل، يتيح ENS تحويل عناوين البلوكتشين المعقدة إلى أسماء يمكن للبشر تذكرها بسهولة. على سبيل المثال، يمكن إرسال العملات الرقمية إلى عنوان “0xd8dA6BF26964aF9D7eEd9e03E53415D37aA96045” أو ببساطة إلى “Vitalik.eth” الذي يرتبط بنفس العنوان.
تكامل DNS مع ENS
لا يسعى ENS لاستبدال DNS، بل يسعى لتعزيز قدراته. يتيح ENS استيراد أسماء النطاقات مثل “.com” واستخدامها على البلوكتشين. يمكن من خلال هذا التكامل إرسال العملات الرقمية والأصول مثل NFTs إلى النطاقات التقليدية بعد استيرادها إلى ENS.
على سبيل المثال، إذا تم استيراد “mywebsite.com” إلى ENS، فسيصبح بالإمكان إرسال العملات الرقمية أو الأصول إلى هذا النطاق.
ENS وتقنية البلوكتشين
يعتمد ENS على عقود ذكية لامركزية على بلوكتشين الإيثريوم، مما يلغي الحاجة إلى خوادم مركزية كما في نظام DNS. يتم التعامل مع ترجمة الأسماء إلى عناوين على البلوكتشين من خلال عقود ذكية تسمى “المحلّلات”. بفضل الطبيعة اللامركزية لتقنية الإيثريوم، يمكن لـ ENS تجنب الاعتماد على الخوادم المركزية كما هو الحال في DNS.
إدارة المجتمع والتطوير
يتم إدارة ENS بواسطة DAO، وهي منظمة مستقلة لامركزية تقوم باتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير البروتوكول عن طريق التصويت المجتمعي. يتم تطوير ENS كجزء من البنية التحتية العامة للبشرية وليس لتحقيق الأرباح. وبالتالي، لا يمكن لأي جهة التحكم في النظام أو انتهاك ملكية الأسماء، كما هو موضح في دستور ENS DAO.
