تشهد الولايات المتحدة تحولاً كبيرًا في المشهد التنظيمي، ويتعلق ذلك بشكل كبير بالرئيس القادم دونالد ترامب واختياره للشخصية التي ستقود مستقبل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC).
ريتشارد فارلي، شريك ذو خبرة في شركة المحاماة البارزة “كريمر ليفين نفتاليس وفرانكل” في نيويورك، يعتبر من الشخصيات البارزة في وول ستريت بفضل خبرته الواسعة في مجال التمويل المرفوع المخاطر.
اختيار شخصي من ترامب؟
بصفته الرئيس المشارك لقسم التمويل المرفوع في “كريمر ليفين”، قدم فارلي استشارات لشركات التمويل الخاص حول عدة قضايا معقدة، مما جعله مرشحًا بارزًا لمنصب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ليحل محل الرئيس الحالي غاري جينسلر، وفقًا لتقارير من فريق انتقال ترامب.
علاقات سياسية قوية وانتماء للحزب الجمهوري
يرتكز ترشيح فارلي على خلفيته في وول ستريت، بالإضافة إلى علاقاته السياسية الواسعة. فزوجته شيفاتشي “تشيل” فارلي كانت رئيسة مالية للحزب الجمهوري في مدينة نيويورك وشغلت منصبًا انتخابيًا كممثلة للحزب الجمهوري، مما يجعل من عائلة فارلي فريقًا محافظًا.
كان فارلي سابقًا ديمقراطيًا، لكنه حول دعمه مؤخرًا إلى الحزب الجمهوري، وهو ما يعزز اتصاله بدائرة ترامب المقربة. كما أن علاقته مع روبرت كينيدي جونيور، المؤيد المتحمس لترامب، ترفع من احتمالية حصوله على المنصب.
تغيير أولويات هيئة الأوراق المالية والبورصات وموقفها من العملات الرقمية
تسعى إدارة ترامب إلى إعادة توجيه مهمة هيئة الأوراق المالية نحو حماية المستهلك، مما يبعدها عن نهج غاري جينسلر، الذي اتسم بالصرامة فيما يتعلق بالعملات الرقمية.
تم تعيين جينسلر من قبل الرئيس جو بايدن في يناير 2021 ومن المقرر أن يخدم حتى يناير 2026، لكن الرئيس لديه الحق في إقالته في حال وجود سبب وجيه. يُظهر معسكر ترامب ميلًا نحو دعم الشخصيات الصديقة للعملات الرقمية في هيئة الأوراق المالية، ما يعكس رغبتهم في معايير تنظيمية أكثر تساهلًا.
لم يقدم فارلي أية تصريحات علنية بخصوص العملات الرقمية، لكن توليه للمنصب أثار اهتمامًا لدى المؤيدين للسياسات المؤيدة للعملات الرقمية.
مرشحون آخرون وتداعيات القيادة المستقبلية لهيئة الأوراق المالية والبورصات
فارلي هو واحد من عدة مرشحين للمنصب، حيث يتمتع كل مرشح بنهج مختلف في سياسات التنظيم. تشمل الأسماء الأخرى دان غالاغير، المدير القانوني في روبن هود والمفوض السابق في هيئة الأوراق المالية؛ وكريس جيانكارلو، الرئيس السابق للجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُعتبر متعاطفًا مع الأصول الرقمية؛ وهستر بيرس، المفوضة الحالية للهيئة، التي لطالما دعت إلى سياسة داعمة للعملات الرقمية.
سيحدد الرئيس القادم للهيئة مسار السياسات التنظيمية الخاصة بالأصول الرقمية، مما سيكون له آثار واسعة النطاق على مستقبل الصناعة.