أثار إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول اعتماد احتياطي للبيتكوين موجة من التفاؤل.
قال ترامب: “البيتكوين سيمثل فرصتنا الفريدة في القرن الحالي لتأمين الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة.”
البيتكوين كأصل اقتصادي استراتيجي لأمريكا
وصف ترامب البيتكوين كأصل استراتيجي يمكن أن يساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على قيادتها الاقتصادية العالمية. خلال حديثه الافتراضي أمام أكثر من ألف مشارك، شدد على خططه لإنشاء احتياطي للبيتكوين، مشبهاً هذه الخطوة باحتياطي النفط الاستراتيجي للبلاد.
صرح ترامب قائلاً: “سنقود العالم في الابتكار القائم على تقنية البلوكتشين ونجعل البيتكوين جزءاً أساسياً من مستقبلنا المالي.”
تهدف هذه السياسة المقترحة إلى الحد من مخاطر التضخم مع تعزيز قيمة البيتكوين. وإذا ما تم تنفيذها، فستُحدث تحولاً كبيراً في موقف الحكومة الأميركية من تنظيم العملات الرقمية بحذر إلى المشاركة الفعالة في هذا القطاع.
وقد قدمت السيناتور الجمهورية سينثيا لوميس بالفعل مشروع قانون “BITCOIN Act”، الذي يقترح شراء الولايات المتحدة لمليون بيتكوين خلال خمس سنوات.
الآراء المتباينة بين المؤيدين والمنتقدين
تشير بعض التوقعات إلى إمكانية تجاوز سعر البيتكوين 500,000 دولار للعملة الواحدة إذا اعتمدته الولايات المتحدة كأصل احتياطي.
يقول الخبير الاقتصادي في العملات الرقمية، أليكس مونرو: “خطوة كهذه ستفتح الباب أمام استثمارات مؤسسية ضخمة. تبني الولايات المتحدة للبيتكوين كاحتياطي يمكن أن يعزز اعتماده عالمياً، محولاً إياه إلى عملة عالمية فعلية.”
تداعيات جيوسياسية محتملة
تتزايد المؤشرات على اهتمام روسيا باستراتيجية مشابهة لاحتياطي البيتكوين، حيث يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن البيتكوين يمكن أن يساهم في استقرار الاقتصاد الروسي أمام العقوبات الغربية.
بينما يرى المؤيدون لمبادرة ترامب أنها قد تجعل الولايات المتحدة رائدة في قطاع العملات الرقمية، وصف الملياردير تايلر وينكلفوس الاقتراح بأنه “رؤية ثورية” و”نقلة نوعية للبيتكوين”.
لكن في المقابل، حذر اقتصاديون من تقلبات البيتكوين الشديدة، واعتبروا أن ربط الاحتياطي الوطني بأصل متقلب يشكل مخاطرة كبيرة. قال الخبير الاقتصادي كالدول: “من المقبول أن تتحمل الشركات الخاصة مخاطرة التعرض للبيتكوين، ولكن ربط الاحتياطي الوطني بمثل هذا الأصل المتقلب هو مخاطرة بأموال دافعي الضرائب.”
حرب باردة للبيتكوين
أثار اقتراح ترامب انقسامات حزبية عميقة في الولايات المتحدة. ففي حين أشاد الجمهوريون به كاستراتيجية لتفوق أميركا على منافسيها مثل الصين، أعرب الديمقراطيون عن مخاوفهم بشأن الإشراف التنظيمي وسوء استخدام الأموال.
تشير التقارير إلى أن إدارة بايدن تراجع سياستها الخاصة بالعملات الرقمية استجابة لهذه التطورات.
قد يؤدي اقتراح ترامب إلى إشعال “حرب باردة للبيتكوين”، حيث تتسابق الدول لتبني البيتكوين في أطرها المالية. فمع الاهتمام المتزايد بهذا الأصل الرقمي، يبرز البيتكوين كأصل عالمي وسط تراجع الثقة في الأنظمة المالية التقليدية.
إذا نجح ترامب في تنفيذ خطته الجريئة، فقد يساهم ذلك في تحقيق مكاسب غير مسبوقة للبيتكوين، بما في ذلك تجاوز قيمته 800,000 دولار للعملة الواحدة وتحقيق قيمة سوقية تبلغ 15 تريليون دولار. ومع ذلك، لا يمكن التغاضي عن المخاطر والتحديات المرتبطة بهذه السياسة التحولية.
