تعرضت عملة LIBRA الرقمية، المبنية على شبكة سولانا والتي رُوج لها في البداية من قبل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، لانهيار كارثي خلال ساعات من إطلاقها، مما أدى إلى فقدان 4.4 مليار دولار من قيمتها السوقية وتأثير سلبي واسع على سوق الميم كوين.
بدأت الأزمة بعد نشر ميلي تغريدة في تمام الساعة 5:01 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أعلن فيها عن العملة باعتبارها مشروعًا يهدف إلى “تعزيز الاقتصاد الأرجنتيني من خلال تمويل المشاريع الصغيرة”. ومع ذلك، اتضح لاحقًا أن الموقع الرسمي للمشروع تم إنشاؤه قبل الإطلاق بساعات فقط، وكان يحتوي فقط على نموذج Google Form لتقديم طلبات التمويل، دون أي تفاصيل واضحة حول الاقتصاد الرمزي (Tokenomics) أو هوية المالكين.
تلاعب داخلي وانهيار سريع
كشف تحليل البيانات على السلسلة عن وجود نشاط داخلي مركز، حيث تم الاحتفاظ بنسبة 82% من إجمالي رموز LIBRA داخل مجموعة واحدة فقط. وفقًا لبيانات منصة Bubblemaps، قام مستثمرون داخليون بسحب 87.4 مليون دولار خلال الساعات الثلاث الأولى عبر التلاعب بالسيولة، مستغلين أحواض السيولة الأحادية لمشروع Meteora بدلاً من البيع المباشر، مما أدى إلى سحب الدولار وسولانا من السوق بينما تهاوى سعر العملة بأكثر من 90%.
أرباح ضخمة لبعض المحافظ قبل الانهيار
كشف تحليل محافظ التداول بواسطة منصة Ember CN عن عمليات تجارية منسقة تضمنت مكاسب ضخمة:
- عنوان محفظة حول 1 مليون USDC إلى 8.58 مليون دولار ربح.
- محفظة أخرى حولت 1.1 مليون USDC إلى 6.45 مليون دولار.
- محفظة ثالثة حصدت 5.15 مليون دولار من استثمار قدره 500,000 USDC.
هذا الانهيار السريع أثر على سوق العملات الرقمية بالكامل، حيث شهدت حتى عملة ترامب الميمية تراجعات حادة. خلال أول ساعتين من الإطلاق، حصلت أكثر من 50,000 محفظة على رموز LIBRA، في حين بلغت إجمالي الخسائر في السوق أكثر من 6 مليارات دولار خلال ثلاث ساعات فقط.
ميلي ينفي علاقته بالمشروع
بعد تصاعد الجدل، حذف ميلي منشوره الأولي، نافياً معرفته بتفاصيل المشروع، ووصف الحدث بأنه “مؤامرة من فئران الطبقة السياسية القذرة” لتشويه سمعته.
إحدى أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ الميم كوين
أكد المحللون لاحقًا أن فريق LIBRA استخرج ما مجموعه 107 ملايين دولار، حيث تم تحويل 57.6 مليون USDC و249,671 SOL (ما يعادل 49.7 مليون دولار) إلى ثماني محافظ عبر التلاعب بالسيولة ورسوم المعاملات. يُعد هذا الانهيار واحدًا من أسرع وأكبر عمليات السقوط في تاريخ الميم كوين.