بينما تتسابق الدول لتبنّي تقنيات البلوكشين والعملات الرقمية، ظهرت في سوريا مبادرة وطنية فريدة تسعى لربط المجتمع المحلي بهذا التحول العالمي. إنها الرابطة السورية للأصول الرقمية والبلوكتشين (SADAB)، الكيان غير الربحي الذي يعمل على تمكين السوريين من دخول عالم الاقتصاد الرقمي بثقة واستعداد.
مهمة الرابطة: ربط الواقع السوري بالتكنولوجيا الحديثة
تهدف SADAB إلى أن تكون الجسر الذي يصل بين المجتمع السوري وأحدث ما توصل إليه العالم في مجالات الأصول الرقمية، تقنيات Web3، والتمويل اللامركزي. وسط تحديات محلية معروفة، تضع الرابطة نفسها كجهة مستقلة توفر الإرشاد، التوعية، والتنظيم لهذا القطاع الواعد.
المعرفة أولًا: كيف تؤسس SADAB بيئة رقمية واعية؟
ما يميز SADAB هو تركيزها الكبير على الجانب التعليمي. فهي لا تفترض أن المجتمع مستعد بالكامل لهذه الثورة التقنية، بل تعمل على بناء هذا الاستعداد من الأساس. عبر ورشات تدريبية ودورات تعليمية مصممة بعناية، تسعى الرابطة إلى رفع الوعي المجتمعي بمبادئ البلوكشين، كيفية الاستثمار الآمن، ومخاطر العملات الرقمية المزيفة.
دعم السوريين في السوق الرقمية العالمية
مع اتساع اهتمام السوريين بالعملات الرقمية سواء داخل البلاد أو في الشتات، توفّر SADAB بيئة موثوقة لتبادل المعرفة والخبرات. كما تساعد الأفراد على اكتشاف فرص استثمارية حقيقية بعيدًا عن المشاريع الاحتيالية، عبر أدوات تحليل، تقييم للمشاريع، ومصادر معرفية موثوقة باللغة العربية.
بناء إطار تشريعي يحمي المستخدمين ويدعم الابتكار
تدرك الرابطة أن غياب الأطر القانونية المناسبة قد يكون عائقًا أمام تطوير هذا القطاع. لذا، تقدم SADAB رؤى تنظيمية واقتراحات تشريعية للجهات المختصة، بهدف بناء منظومة تحكم السوق وتضمن الحماية للمستثمرين والمطورين على حد سواء.
حضانة للمشاريع الرقمية الناشئة
واحدة من أعمدة رؤية SADAB هي تشجيع الابتكار المحلي. لهذا السبب، توفر الرابطة دعمًا خاصًا للمشاريع السورية الناشئة في مجالات البلوكشين والتطبيقات اللامركزية. يشمل هذا الدعم الإرشاد، التدريب، وربطهم بجهات تمويل دولية، مما يعزز فرص نجاح هذه المشاريع ويمنحها بعدًا عالميًا.
التعاون الدولي: بوابة نحو اقتصاد رقمي منفتح
تعتمد SADAB على مبدأ التعاون الدولي كشريك أساسي في النمو، فهي تسعى لبناء علاقات استراتيجية مع مؤسسات دولية، منصات تداول، ومنظمات متخصصة في البلوكشين. هذه العلاقات تتيح تبادل المعرفة وجلب الخبرات إلى السوق السوري، إلى جانب فتح آفاق استثمار جديدة للمشاريع المحلية.
الشباب والتدريب المهني: استثمار في المستقبل
تعتمد SADAB رؤية بعيدة المدى تبدأ من تأهيل الأجيال الشابة. عبر برامج شراكة مع الجامعات والمعاهد، تعمل الرابطة على دمج مفاهيم الاقتصاد الرقمي والبلوكتشين في المناهج التعليمية. الهدف هو بناء كفاءات وطنية قادرة على قيادة التحول الرقمي وتحقيق الاكتفاء الذاتي المعرفي.
حلول عملية للواقع الاقتصادي السوري
في ظل العقوبات والقيود المصرفية، توفر الأصول الرقمية حلولًا بديلة واقعية يمكن أن تساعد السوريين في إدارة أموالهم، تنفيذ التحويلات، ودخول أسواق جديدة. وهنا، تبرز SADAB كجهة توجيهية تساعد المجتمع على استخدام هذه الحلول بشكل مسؤول وفعّال، ضمن إطار قانوني وتنظيمي آمن.
خلاصة
SADAB ليست مجرد رابطة تقنية، بل مشروع وطني متكامل يسعى لبناء اقتصاد رقمي متين في سوريا. من خلال التعليم، الدعم، التنظيم، والتعاون الدولي، تمهد الرابطة الطريق أمام جيل جديد من السوريين لقيادة المستقبل بثقة واقتدار.