شهدت عملتا البيتكوين (BTC) والإيثيريوم (ETH) أداءً متباينًا خلال شهر أغسطس، ما يعكس اختلافًا واضحًا في السلوك السعري بينهما في ظل حالة من الضبابية الاقتصادية العالمية. هذا التباين أثار اهتمام المحللين الذين ربطوه بعوامل ماكرو اقتصادية وبالأخص تدفقات صناديق ETF.
خسائر بيتكوين مقابل مكاسب إيثيريوم
أنهت بيتكوين شهر أغسطس بخسائر بلغت 6.5%، في حين سجلت إيثيريوم ارتفاعًا قويًا بنسبة 18%. هذا الانقسام الواضح في الأداء يؤكد أن هيكل السوق يشهد تحولًا، حيث أرجع المحللون ضعف البيتكوين إلى تراجع تدفقات صناديق ETF الفورية.
تحركات الأسعار خلال الشهر
وفق بيانات TradingView، بدأت بيتكوين الشهر عند مستوى 115,749 دولارًا، قبل أن ترتفع إلى قمة تاريخية جديدة عند 124,517 دولارًا. غير أن حالة عدم اليقين الاقتصادي أوقفت الزخم، ليتراجع السعر في الأيام الأخيرة من الشهر.
أما إيثيريوم فقد اتبعت مسارًا مختلفًا، إذ بدأت الشهر عند 3,697 دولارًا، ثم تراجعت مبدئيًا إلى 3,354 دولارًا، قبل أن تنطلق في موجة صعود قوية لتسجل قمة تاريخية جديدة عند 4,955 دولارًا، لكنها أنهت الشهر عند 4,391 دولارًا.
مقارنة مع الأسواق التقليدية
لم يقتصر التباين في الأداء على العملات الرقمية وحدها. حيث تراجع مؤشر ناسداك بشكل مشابه لمسار بيتكوين، فيما أظهر الذهب مرونة أكبر، منهياً الشهر بارتفاع نسبته 1.2%، وهو ما يتماشى أكثر مع أداء إيثيريوم.
لماذا تراجع أداء بيتكوين؟
أرجع المحللون ضعف أداء البيتكوين إلى تراجع تدفقات صناديق ETF الفورية، والتي كانت المحرك الرئيسي لصعود السعر خلال الأشهر الماضية. ومع انخفاض صافي التدفقات في أغسطس، تراجع الزخم الشرائي المؤسسي، بينما اتجهت بعض رؤوس الأموال نحو إيثيريوم.
هذا التحول يعزز الفرضية القائلة بأن السوق يشهد دورانًا في السيولة من بيتكوين إلى إيثيريوم، حيث يزداد اهتمام المؤسسات بالعملة الثانية.
التوقعات المستقبلية
السؤال الأبرز أمام المتداولين حاليًا هو ما إذا كانت بيتكوين قادرة على التمسك بمستويات الدعم الحالية واستعادة زخمها، أم أن هذا التباعد يشير إلى فترة أطول من الأداء الضعيف لصالح إيثيريوم والعملات البديلة الأخرى.