عاد ما يُعرف بـ “حوت ترامب الداخلي” إلى واجهة الأحداث بعد أن كشف تقرير من Arkham Intelligence عن زيادة مراكزه البيعية على البيتكوين إلى 340 مليون دولار، رغم تعافي السوق خلال الأيام الماضية. هذه الخطوة أعادت الجدل حول احتمال وقوع انهيار جديد في سعر البيتكوين بعد موجة الهبوط التاريخية الأسبوع الماضي.
الحوت الذي تنبأ بانهيار السوق الأخير
هذا هو نفس المتداول الذي قام قبل أسبوع بفتح مراكز بيع ضخمة بلغت 700 مليون دولار على البيتكوين و350 مليون دولار على الإيثيريوم قبل نصف ساعة فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.
بعد الإعلان، انهار سعر البيتكوين إلى 104,000 دولار، محققًا للحوت أرباحًا تُقدّر بنحو 200 مليون دولار في واحدة من أكبر عمليات جني الأرباح في تاريخ العملات الرقمية.
توقيت الصفقة بهذا الشكل أثار شكوكًا بأن المتداول قد يمتلك معلومات داخلية مرتبطة بقرارات الإدارة الأمريكية.
صفقة جديدة ومؤشرات على استمرار الرهان ضد السوق
وفق بيانات HypurrScan، دخل الحوت صفقة بيع جديدة عند سعر دخول 116,000 دولار مع سعر تصفية يبلغ 130,000 دولار، ويُظهر حاليًا ربحًا غير محقق يبلغ نحو 4 ملايين دولار.
ورغم أن السوق أظهر مؤخرًا بوادر انتعاش، فإن الحوت واصل رهانه ضد الاتجاه العام، مما دفع المحللين إلى التساؤل: هل يتوقع فعلاً انهيارًا جديدًا للبيتكوين أم أنه مجرد مضارب محترف يختبر السوق؟
تراجع المخاوف التجارية وانتعاش مؤقت في السوق
قفز سعر البيتكوين إلى 116,000 دولار بعد تصريحات ترامب التي حاول فيها تهدئة التوتر التجاري مع الصين، مؤكدًا أن “الأمور ستكون على ما يرام”. كما صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت أن بلاده في محادثات لتجنب حرب تجارية شاملة.
تُظهر بيانات Polymarket أن احتمالية تنفيذ التعرفة الجمركية بنسبة 100% بحلول 1 نوفمبر لا تتجاوز 13%، مما يشير إلى انحسار المخاطر الجيوسياسية مؤقتًا.
لماذا ما زال الحوت يراهن على الانهيار؟
هذا السؤال يشغل مجتمع العملات الرقمية حاليًا، خصوصًا أن السوق بدأ يستعيد زخمه الإيجابي.
الخبير الفني Egrag Crypto أوضح أن استمرار الاتجاه الصعودي يتطلب إغلاق شمعة يومية كاملة فوق مستوى 120,000 دولار، مشيرًا إلى أن 117,000 دولار يمثل العتبة الفاصلة بين التعافي والعودة إلى الانخفاض.
وحذّر Egrag من أنه إذا حقق الحوت أرباحًا كبيرة مجددًا عقب أي إعلان سياسي مفاجئ من ترامب، فيجب أن يتم فتح تحقيق فوري للتأكد من عدم وجود تداول مبني على معلومات داخلية.
أما المحلل المخضرم بيتر براندت فأكد أن الاتجاه الصاعد للبيتكوين ما زال قائمًا رغم التراجع الأخير، معتبرًا أن حركة السوق طبيعية ضمن دورة صعود طويلة الأمد.
الخلاصة
رغم استقرار البيتكوين فوق 114,000 دولار، فإن مراكز البيع المتزايدة لحوت ترامب الداخلي تُبقي الأسواق في حالة ترقب وقلق.
وفي حين يرى بعض المحللين أن هذا الحوت مجرد مضارب كبير يتحكم في السيولة قصيرة المدى، يعتقد آخرون أن تحركاته قد تكون مؤشرًا مبكرًا على تصحيح سعري جديد إذا لم ينجح البيتكوين في تجاوز 120,000 دولار بثبات.