يتواصل ارتفاع الاهتمام بعملة بيتكوين داخل الأوساط المالية الكبرى، وجاءت تصريحات جديدة لإريك ترامب لتضيف دفعة معنوية قوية لهذا التوجه. فقد أكد أن بيتكوين باتت تمتلك خصائص تجعلها جذابة للمستثمرين طويلة الأجل أكثر من كونها أداة للمضاربة قصيرة المدى.
تعكس هذه الرؤية تحولا أوسع في سلوك الصناديق السيادية، ومديري الأصول العالميين، وشركات التعدين الكبرى، حيث يستعد هؤلاء لدورة نمو ممتدة. لذلك لم يعد النقاش يدور حول المضاربة، بل انتقل إلى مفاهيم التراكم الاستراتيجي وبناء القيمة على المدى الطويل.
نموذج تعدين ABTC القائم على الاحتفاظ ببيتكوين
تعتمد شركة American Bitcoin Corp أو ABTC على نموذج يركز بشكل أساسي على الاحتفاظ طويل الأجل بعملة بيتكوين. في حين تقوم غالبية شركات التعدين ببيع جزء كبير من إنتاجها لتغطية تكاليف التشغيل، تتبع ABTC نهجا مختلفا يقوم على الكفاءة العالية وتحسين استهلاك الطاقة وخفض التكاليف التشغيلية.
تستفيد الشركة من البنية التحتية الرقمية الجاهزة التي توفرها Hut 8، كما تقيس أداءها بناء على معيار بيتكوين لكل سهم، وهو مؤشر يعكس كمية بيتكوين التي يمتلكها كل مستثمر بشكل غير مباشر.
وأكد آشر جينوت، الرئيس التنفيذي لشركة Hut 8، أن الشركة تعطي أولوية قصوى للاحتفاظ ببيتكوين المستخرجة إلا في حالات الضرورة. في الوقت الحالي، تسيطر ABTC على أكثر من 4000 عملة بيتكوين، ما يضعها ضمن أكبر الجهات المالكة لبيتكوين على مستوى الشركات في أمريكا الشمالية.
المؤسسات الكبرى ترفع انكشافها على بيتكوين تدريجيا
يشير إريك ترامب إلى أن المؤسسات المالية الكبرى تواصل إضافة بيتكوين إلى محافظها بوتيرة منتظمة. وتشمل هذه الجهات الصناديق السيادية، والمكاتب العائلية الكبرى، والمؤسسات العالمية التي تبحث عن مخازن موثوقة للقيمة.
في الوقت نفسه، تُظهر بيانات السوق استمرار خروج العملات من منصات التداول، مقابل تدفقات ثابتة نحو المنتجات الاستثمارية المنظمة. هذا السلوك يعكس تزايد الاعتراف ببيتكوين كأصل اقتصادي كلي مؤثر.
كما يواصل أصحاب المحافظ طويلة الأجل زيادة حيازاتهم، وهو ما يعتبره المحللون إشارة واضحة على الثقة في مستقبل العملة. ويرى كثيرون أن هذا النوع من التراكم يسبق عادة دورات نمو تمتد لعدة سنوات في الأصول القوية.
لماذا يفضل إريك ترامب بيتكوين على العقارات
يقارن إريك ترامب بين بيتكوين والعقارات لتوضيح قناعته. فهو يرى أن نمو العقار يبقى مرتبطا بعوامل محلية مثل وضع السوق، وتكاليف الاقتراض، وأعباء الصيانة. في المقابل، يتم تداول بيتكوين على مستوى عالمي وتتأثر بالظروف المالية العامة على نطاق أوسع.
إضافة إلى ذلك، تعتمد بيتكوين في نموها على عنصر الندرة وتوسع قاعدة التبني، ما يخلق نمطا مختلفا من التراكم طويل الأجل. ويصف ترامب هذا التحول بأنه لحظة مفصلية لعائلة بنت ثروتها تقليديا عبر العقارات.
ويرى أن الفرصة التي تقدمها بيتكوين تشبه إلى حد كبير فرص الاستثمار المبكر في الإنترنت، حيث تجني القناعة المبكرة والتراكم المنتظم مكافآت كبيرة على المدى الطويل.
الخلاصة
تصريحات إريك ترامب تعكس تحولا واضحا في النظرة إلى بيتكوين كأصل استثماري طويل الأجل يتفوق في خصائصه على العقارات من حيث الانتشار العالمي وسهولة الاحتفاظ والنمو القائم على الندرة. ومع تصاعد اهتمام المؤسسات الكبرى واستمرار التراكم الهادئ، يبدو أن بيتكوين تدخل مرحلة جديدة عنوانها بناء القيمة لا المضاربة.
