يرى محلل يصف نفسه بأنه مضارب عدمي أن بيتكوين بدأت تبتعد عن نمطها التقليدي المعروف بدورة الأربع سنوات، وتتجه نحو مسار جديد لم تتضح ملامحه النهائية بعد. في منشور حديث على منصة X، أوضح أن السلوك التاريخي لبيتكوين لم يعد يعمل كما كان، وأن عام 2025 شكّل نقطة كسر حقيقية لهذا التوقيت الزمني المعروف.
من تنصيف بيتكوين إلى ما يسمى بالإجماع الميماتي.
بحسب هذا التحليل، تعود فكرة دورة الأربع سنوات إلى حدث تنصيف بيتكوين الذي يحدث كل أربع سنوات. في البدايات، اعتمد المستثمرون على منطق العرض والطلب لتفسير ارتفاع السعر بعد كل تنصيف، حيث يقل المعروض الجديد من العملة بينما يبقى الطلب ثابتًا أو في حالة نمو.
لكن المحلل يرى أن هذا التفسير الاقتصادي تحول بمرور الوقت إلى قناعة جماعية داخل مجتمع بيتكوين. هذه القناعة لم تبقِ مجرد نظرية، بل تحولت إلى سلوك تداول فعلي، ما أدى إلى تشكل ما وصفه بإجماع ميماتي حول توقيت الدورة.
ماذا يعني مفهوم الإجماع الميماتي.
يوضح المحلل أن مجموعة من المتداولين كوّنت نوعًا من الاتفاق الضمني، ربما دون تنسيق مباشر. هؤلاء المتداولون بدأوا بالشراء والبيع ضمن أطر زمنية متشابهة، ما خلق سلوك قطيع واضح داخل السوق.
ومع انتشار هذا السلوك، وجد القادمون الجدد أنفسهم مجبرين على الالتزام بنفس النمط حتى لا يخرجوا من السياق العام للسوق. مع الوقت، أصبحت دورة الأربع سنوات أشبه بروتين تداول شبه ثابت، يتكرر دون تشكيك حقيقي.
كيف انهار هذا النمط في عام 2025.
بحسب رؤية المحلل، حاول بعض المشاركين كسر القاعدة لتحقيق أرباح أكبر. بدأوا بالدخول في السوق قبل توقيت الدورة التقليدي، ثم البيع مبكرًا بهدف استباق موجة الصعود المتوقعة.
هذا السلوك خلق انقسامًا داخل السوق بين فئة تبيع بقوة مبكرًا، وفئة أخرى لا تزال متمسكة بالنمط القديم. ومع اتساع هذا التباين، فقد السوق التنسيق غير المعلن الذي كان يدعم استمرار دورة الأربع سنوات.
النتيجة أن توقيت 2025 لم ينسجم مع التوقعات التاريخية، وبدأت الدورة تفقد تأثيرها العملي على حركة السعر.
ما الذي حل مكان دورة الأربع سنوات.
يشير التحليل إلى أن السوق لم يعد محكومًا بسلوك المتداولين الأفراد فقط. دخول المؤسسات الكبرى عبر صناديق ETF ومنتجات استثمارية مشابهة غيّر قواعد اللعبة.
المستثمر المؤسسي لا يتحرك وفق روايات زمنية ثابتة، بل يتفاعل مع السيولة، وتغيرات السياسة النقدية، وتدفقات رأس المال. هذا التحول أضعف الإجماع الميماتي القديم، وفتح الباب أمام نمط جديد يعتمد أكثر على السيولة والسياق الكلي.
الخلاصة.
الفكرة الأساسية هي أن دورة الأربع سنوات لم تختفِ تمامًا، لكنها لم تعد أداة دقيقة لتوقيت السوق. في 2025، ظهرت اختلافات واضحة في سلوك المستثمرين، مع دخول عوامل جديدة أقوى تأثيرًا من السردية التاريخية للدورة.
المرحلة المقبلة قد تتطلب من المتداولين قراءة السوق بناءً على تدفقات الأموال وسلوك المؤسسات، بدل الاعتماد على توقيت تقليدي كان ينجح أكثر في عصر هيمنة المستثمرين الأفراد.




